خبير الاعشاب والتغذية العلاجية عطار صويلح منذ عام 1986

الأربعاء، 24 مايو 2017

آذان الدب



آذان الدب

 هي نبتة معمرة لسنتين ذات اوراق عريضة وآذان الدب من فصيلة الخنازيريات لها الكثير من الاسماء و يعرف بإسم : فتيلة الشمعه ، المشعل ، بوصير مخملي ، النبات الازغب, عصا هارون ، عصا الراعي ، حشيشة الرئة. آذان الدب هو أحد أنواع النبات المسمى  فـلومـس و  البصيرا  أيضا.
آذان الدب نبات ثنائي الحول وشديد الصلابة , آذان الدب نبتة معمرة لسنتين حيث في خلال عامه الأول ينتج أوراقا (6 - 15 بوصه) تاخذ شكل الورده ولونها ابيض مائل الى الخضرة وشكلها مثل القلب ومغطاة بالوبر. 
وفي العام الثاني يكون آذان الدب ساقاً ليفية منفرده تصل الى ارتفاع 3 -6 أقدام وفي الصيف تنمو سنابل اسطوانية متميزه من الازهار الصغيرة الكثيفة الصفراء ذات الرائحة العطره.
لعشبة آذان الدب اوراق زغبه ولب كالصوف وهو ينمو بكثره في المناطق المهملة وعلى جنبات الطرق والشواطىء فلا عجب ان اعتبر من الاعشاب الشعبية الوفيره والهامة , حيث ينمو آذان الدب في كل مكان ومن الصعب ألا يعرفه احد وبرغم ذلك فان القليلين ممن يصادفون العشب ذا الأوراق المخملية والساق العودانية والأزهار الصفراء المميزة يقدرون مكانت آذان الدب في طب الاعشاب كعلاج للسعال.
عرف القدماء آذان الدب و استخدموها في الطب و التداوي و كان لها تاثير كبير على مرضى النقرس و غيره.
الاجزاء المستخدمه من آذان الدب : الأوراق ، الازهار ، الجذور.

فوائد عشبة آذان الدب

آذان الدب الدب لعلاج داء النقرس والشلل ولهذا سميت ايضا بحشيشه الشلل وحشيشه المفاصل حيث كانت توضع على الاورام النقرسيه لتحليلها 
يستخدم آذان الدب كطارد للبلغم ومطري وملين للجلد وملطف ومسكن مضاد للتقلصات ومعرق ويفيد كثيراً ضد الشخير.
يستخدم آذان الدب لعلاج الدوار ومرض الشقيقه واوصي باستخدام مسحوقها كنشوق لتنظيف الانف والمجاري التنفسيه.
وتحتوي آذان الدب على زيت طيار ومادة ارتنتين وحمض البكتين وفوسفات الكلس وهي مفيده في تطهير الامعاء والمجاري البوليه. آذان الدب هي عشبة صدريه ملطفه يستخدم منقوعها لتلطيف عوارض الزكام وتسكين الاضطرابات العصبيه والاوجاع عموما وجلب النوم .

تحضير آذان الدب واستخدامه :

تؤكل اوراق آذان الدب كسلطه مطبوخه تسمى المطبوخ الابيض كما يحضر من ازهار آذان الدب مشروب اسمه زهر الربيع حيث يتفتح معظمها اول الربيع ويستخدم نقيعها في مختلف العلاجات المسكنه 

نصائح عملية حول آذان الدب :

يصنع مشروب الازهار المنعش من عشبة آذان الدب بإضافه 7 اجزاء منه الى 8 من الماء المغلي و4 اجزاء من السكر اوجزئين من العسل ويترك المزيج ليغلي على النار لدقائق معدوده ثم يترك المزيج لينقع ساعتين قبل تصفيته وفي حال استخدام العسل بدل السكر تتم اضافه العسل بعد رفع المزيج عن النار وليس قبل هذا.

0 Comments:

الثلاثاء، 9 مايو 2017

ضغط الشريان الرئوي


ارتفاع ضغط الشريان الرئوي


مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي هو عبارة عن ارتفاع في ضغط الدم يؤثر على شرايين الرئة الموجودة بالجانب الأيمن من القلب. ويقود ارتفاع ضغط الشريان الرئوي إلى حدوث بعض الأعراض مثل ضيق التنفس والدوار وحدوث الاغماء وتورم الساقين, إلى جانب بعض الأعراض الأخرى.

ويؤدي مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي إلى حدوث قصور ملاحظ في النشاط البدني وزيادة مخاطر ضعف عضلة القلب. كان أول من شخص مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي الدكتور “إرنست رومبرج” عام 1891.

اعراض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي

في المراحل المبكرة من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي, قد لا يلاحظ أية أعراض وهذا قد يستمر أشهر أو حتى سنوات. إلا أنه مع تقدم المرض, تبدأ اعراض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي في الظهور. وتشمل اعراض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مايلي:

ضيق التنفس. حيث يحدث بشكل أساسي عند الحركة البدني, ويظهر بشكل عرضي في فترات الراحة
التعب والارهاق الدائم.
الدوار. وقد تحدث نوبات اغماء
ألم أو ضغط في الصدر.
تورم في أجزاء الجسم. حيث يحدث تورم في الكعبين أو القدمين أو الساقين وأحياناً في البطن
زرقة في الشفاة والجلد.
خفقان في القلب. حيث تحدث زيادة وعدم انتظام في ضربات القلب
انخفاض الشهية.
انواع واسباب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي

قامت منظمة الصحة العالمية (WHO) بتقسيم ارتفاع ضغط الشريان الرئوي إلى خمس مجموعات. وهذه المجوعات الخمس يندرج تحتها الأمراض المسببة لها.

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي (المجموعة الأولى)

تشمل المجموعة الأولى من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مايلي:

لا يوجد أسباب لارتفاع ضغط الشريان الرئوي
حدوث ارتفاع ضغط الشريان الرئوي الوراثي
حدوث المرض بسبب تعاطي المخدرات أو التعرض لبعض السموم, مثل بعض أدوية التخسيس
حدوث ارتفاع ضغط الشريان الرئوي بسبب بعض الأمراض مثل:
أمراض النسيج الضام. وهي أمراض مناعية تصيب النسيج الضام في الجسم والمنوط به الحفاظ على أعضاء الجسم كالقلب والعينين ومن أمثلة الأنسجة الضامة, الغضاريف والدهون.
الإصابة بالإيدز. أو ما يسمى مرض نقص المناعة المكتسبة.
أمراض القلب الخلقية. وهي مجموعة من الأمراض التي تصيب القلب تحدث عند ولادة الطفل.
مرض فقر الدم المنجلي. وهو أحد أنواع فقر الدم الذي يصيب كريات الدم الحمراء ويسمى أيضأً الأنيميا المنجلية أو مرض المنجلية.
مرض البلهارسيا. يحدث مرض البلهارسيا بسبب الإصاة بأحد أنواع الطفيليات. ويعتبر مرض البلهارسيا هو أهم أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الشريان الرئوي في الكثير من أنحاء العالم.
أمراض تؤثر على الشريان الرئوي. حيث يمكن أن يحدث المرض بسبب الإصابة ببعض الأمراض التي تؤثر على الشرايين الرئوية الدقيقة.
ارتفاع ضغط الشريان الرئوي (المجموعة الثانية)

تشمل أسباب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي في المجموعة الثانية كل الأمراض المؤثرة على الجزء الأيسر من القلب, وهذه الأمراض مثل:

مرض الصمام المترالي
ارتفاع ضغط الدم المزمن
ارتفاع ضغط الشريان الرئوي (المجموعة الثالثة)

ترتبط اسباب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي في المجموعة الثالثة بأمراض الرئة, وترتبط اسباب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي في المجموعة الثالثة بأمراض الرئة, ومن أمثلة أمراض الرئة:

مرض الانسداد الرئوي المزمن. وهو مرض يتميز بانسداد الشعب الهوائية الذي ينتج عنه قلة وصول الهواء إلى الرئتين, مسبباً خللاً في وظائف الرئة.
المرض الرئوي الخلالي. وهو يضم مجموعة من الأمراض التي تصيب النسيج الخلال الرئوي, وهي الأنسجة والفراغات حول الحويصلات الهوائية الرئوية. وإذا كان هذا المرض مزمناً, يمكن أن يؤدي إلى تليف الرئة.
وتضم المجموعة الثالثة من مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي, مشاكل التنفس أثناء النوم أو انقطاع النفس أثناء النوم.

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي (المجموعة الرابعة)

تضم المجموعة الرابعة من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مشاكل تجلط الدم في الرئة أو مشاكل تجلط الدم عامة.

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي (المجموعة الخامسة)

تضم هذه المجموعة عدد واسع من الأمراض والمشاكل الصحية المرتبطة بالمناعة التي تسبب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي, والتي يمكن أن تضم مايلي:

مرض كثرة الحمر ومرض كثرة الصفيحات.
الاضطرابات الجهازية. ومن أمثلتها, داء الساركويد (الغرناوية) أو الالتهابات الوعائية الدموية والعديد من الاضطرابات الجهازية الأخرى.
اضطرابات التمثيل الغذائي. مثل أمراض الغدة الدرقية أو مرض تخزين الجليكوجين (وهو مرض لا تستطيع فيه خلايا الجسم استخدام الجلوكوز بشكل جيد.
بعض الأمراض الأخرى. مثل الأورام التي تضغط على الشرايين الرئوية أو أمراض الكلى.
مضاعفات مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي

يمكن أن يؤدي مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي إلى بعض المضاعفات مثل:

ضعف عضلة القلب بالجانب الأيمن
تجلط الدم
اضطراب ضربات القلب
النزيف
تشخيص ارتفاع ضغط الشريان الرئوي

من الصعوبة تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي بوسائل التشخيص الأولية لأنها قد تتداخل مع بعض الاعراض الأخرى لأمراض القلب والرئة. إلا أن بعض التقنيات الحديثة مثل الرنين المغناطيسي للقلب لها القدرة على اكتشاف مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي. ومن وسائل تشخيص ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مايلي:

تحاليل الدم. يمكن أن يطلب الطبيب تحاليل لبعض مركبات الدم.
الاختبارات الوراثية. قد يلجأ الطبيب إلى اجراء بعض الاختبارات الوراثية لتشخيص ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
أشعة الصدر. قد تشخص أشعة الصدر وجود تضخم في الجانب الأيمن من عضلة القلب.
الموجات الصوتية للقلب. يستخدم في هذا التشخيص الموجات الصوتية لتوليد صور للقلب. وهذه الصور توضح عمل وظائف القلب وتركيبه مثل سمكه وحجمه.
منظار الموجات الصوتية. يستخدم منظار الموجات الصوتية للقلب بواسطة ادخال انبوب عبر المرئ لاظهار صور أكثر دقة للقلب.
قسطرة عضلة القلب اليمنى. تعد قسطرة عضلة القلب اليمنى من أكثر التشخيصات دقة في فحص ارتفاع ضغط الشريان الرئوي. وتتم عن طريق ادخال انبوب دقيق عبر أوعية الرقبة أو الفخذ.
اختبار وظائف الرئة. يقوم اختبار وظائف الرئة بقياس كمية الهواء التي تحتفظ بها الرئتين. حيث يستخدم انبوب يتم الشهيق والزفير من خلاله.
المسح الذري للرئة. يستخدم في اختبار المسح الذري للقلب كمية صغيرة من مادة مشعة وتصوير عضلة القلب اليمنى بكاميرات خاصة توضح تدفق الدم عبر شرايين الرئتين.
الاشعة المقطعية للقلب. تستخدم الاشعة المقطعية للقلب لاظهار صور مقطعية للرئتين والجزء الأيمن من القلب.
الرنين المغناطيسي للقلب. الرنين المغناطيسي للقلب تستخدم موجات مغناطيسية لعرض صور لتدفق الدم عبر الرئتين. ويعتبر الرنين المغناطيسي هو أحد أكثر وسائل تشخيص أمراض القلب أماناً حيث لا تستخدم أشعة ضارة أو مواد مشعة. وتطورت تقنيات الرنين المغناطيسي في الفترة الأخيرة مثل تقنية Diagnosoft التي تعطي صوراً دقيقة ويتم التشخيص في وقت قصير يبلغ ربع ساعة فقط. اضغط هنا لمعرفة مراكز الرنين المغناطيسي للقلب في مصر.
علاج ارتفاع ضغط الشريان الرئوي 

الأدوية
الأدوية الموسعة للأوعية الدموية
مضادات مستقبلات الأنجيوتنسين
السيلدنافيل والتادالافيل
موانع قنوات الكالسيوم
مضادات التجلط
مدرات البول
جلسات الأوكسجين
التدخلات الجراحية
عملية القلب المفتوح
عملية نقل القلب أو الرئة

0 Comments:

مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي


مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.. أسبابه وعلاجه


ينجم عن زيادة تصلب جدران الأوعية الدموية

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي (Pulmonary Hypertension) هو مرض ناتج عن الضيق المستمر في الأوعية الدموية (الشرايين) الرئوية وانسداد أجزاء كبيرة منها، وينتج عنه ارتفاع في ضغط تلك الشرايين، مما يؤدي إلى زيادة الجهد على البطين الأيمن للقلب ومن ثم فشله في أداء وظيفته.
في الحالات الطبيعية يقوم البطين الأيمن للقلب، بضخ الدم إلى الرئة عبر الشريان الرئوي المتميز بالضغط المنخفض، فالبطين الأيمن للقلب مصمم للعمل بفعالية فقط في تلك الظروف الخاصة. وعلى خلاف البطين الأيسر، فإن البطين الأيمن لا يستطيع العمل بفعالية في مواجهة ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مما يؤدي إلى فشله.

وحتى وقت قريب كان يعد هذا المرض من الأمراض القاتلة، ففي الفترة السابقة لتوافر الأدوية الحديثة لعلاج المرض، كان المرضى المصابون به يتوفون في مدة زمنية تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات من بداية تشخيص المرض وظهور أعراضه السريرية.


إن نسبة ظهور هذا المرض الخطير بين عامة الناس غير معروفة على وجه الدقة، وقد كانت التقديرات سابقا تقدر تلك النسبة بنحو 1 إلى 2 حالة في المليون، وإن كانت التقديرات اللاحقة قد أعطت نسبا أعلى بكثير من ذلك. ففي الولايات المتحدة الأميركية تشخص نحو 300 حالة جديدة سنويا. وللأسف الشديد، لا توجد إحصاءات دقيقة عن المرض في المملكة العربية السعودية، ولذلك فإن المجموعة السعودية المتخصصة في أمراض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، والجمعية السعودية لأمراض الرئة في طور القيام بدراسة معدل ظهور وانتشار المرض في المملكة.

ومن الملاحظ أن أغلب المصابين بهذا المرض هن من النساء متوسطات العمر (20 إلى 40 عاما)، ولكن المرض يصيب أيضا الرجال والأطفال بأعمار متفاوتة.

سماكة جدران الشرايين
 في أغلب الحالات، يكون السبب الرئيسي لحصول المرض غير معروف أو غير ظاهر (ومن هنا سمي المرض ابتداء بارتفاع ضغط الشريان الرئوي الأولي). ويعتقد في مثل هذه الحالات تعرض الرئة وشرايينها إلى صدمة أو تضرر معين (Injury) غير معروفة الأسباب، تؤدي إلى بداية التغيرات في أنسجة جدران الأوعية الدموية وزيادة سماكتها. تلك التغيرات تكون ناتجة عن عمليات غاية في التعقيد تؤدي إلى حصول اضطرابات في عمل خلايا الأوعية الدموية مما ينتج عنه خلل في توازن عمل تلك الخلايا، وبالتالي زيادة في إفراز بعض المواد المؤدية إلى السماكة المضطردة لجدران الأوعية الدموية وزيادة تصلبها.

* أسباب معلومة

* وعلى الرغم من أن سبب الصدمة الأولية يكون عادة مجهولا، فإنه وفي بعض الحالات تكون تلك الأسباب معلومة. ومن تلك الأسباب:

* بعض الأدوية المثبطة للشهية (Aminorex & Fenfluramine) التي سحبت من الأسواق، وينظر باهتمام للأدوية الحديثة الأخرى للتأكد من أنها لن تكون شبيهة بالأدوية السابقة.

* بعض الأمراض الوراثية والاستعداد الجيني (BMPR II).

* بعض أمراض الروماتيزم والمناعة (مثل الذئبة الحمراء).

* بعض الأمراض المعدية، كمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) ومرض البلهارسيا.

* الجلطات الدموية الرئوية وأمراض قصور عضلة القلب اليسرى.

* بعض أمراض الدم.

* بعض أمراض الرئتين وقصور التنفس المزمن.

* أعراض المرض
 إن أهم أسباب تأخر تشخيص المرض هو عدم وجود أعراض خاصة تثير الاشتباه في المراحل الأولى من المرض. وكذلك فإن ندرة المرض كميا وقلة الخبرات السريرية لكثير من الأطباء، هي أيضا من أسباب تأخر تشخيص كثير من الحالات. ففي المراحل الأولى قد يشتكي المريض من أعراض عامة كالخمول والتعب وآلام الصدر وصعوبة التنفس أثناء الحركة أو بذل المجهود، تزداد مع الوقت، فيعاني المريض في المراحل اللاحقة من صعوبة التنفس في حال القيام بأدنى جهد عضلي أو بدني، حتى أثناء الجلوس. وقد يشتكي المريض من فقدان الوعي المؤقت عند بذل بعض الجهد، وهذا العرض خاصة يمثل إنذارا خطيرا من أن حالة المريض قد أصبحت متقدمة جدا، وأن أداء عضلة القلب قد فشل فعليا نتيجة عملها ضد مستويات مرتفعة جدا من ضغط الشريان الرئوي (كما ذكر سابقا).

ومن الضروري أن يتمكن الأطباء من تشخيص المرض في مرحلة مبكرة، وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المسببة أو المصاحبة لمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، كبعض أمراض الدم وأمراض الروماتيزم والمناعة.

* التشخيص إن تشخيص المرض - بعد الفحص والدراسة الإكلينيكية - يتم على 3 مراحل تسبق العلاج:

* المرحلة الأولى: قياس ضغط الشريان الرئوي.

* المرحلة الثانية: دراسة أسباب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.

* المرحلة الثالثة: دراسة مدى تدهور الحالة وبالتالي اختيار العلاج المناسب.

وفي المرحلة الأولى، تكون الدراسة الأولية لقراءة ضغط الشريان الرئوي عن طريق الأشعة الصوتية للقلب (Echocardiography). فإضافة إلى القراءة الأولية لضغط الشريان الرئوي، فإن تلك الدراسة تعطي انطباعا جيدا عن حالة القلب، ومدى الجهد الواقع على البطين الأيمن بالنظر إلى بعض المؤثرات الأخرى، كسماكة جدار البطين الأيمن، وحجمه ومدى تمدده، وتجمع السوائل حول القلب، وكذلك انحراف الجدار الفاصل بين البطينين. ومن الأهمية بمكان معرفة أن الأشعة الصوتية للقلب - على الرغم من أهميتها - تعطي فقط انطباعا أوليا، ويستلزم - دائما - القيام بدراسة كاملة للقلب وللرئة عن طريق عملية قسطرة للجهة اليمنى - وأحيانا اليسرى - للقلب، حيث يتم في أثناء تلك الدراسة التشخيص النهائي والأكيد للحالة من جهة، والحصول على بعض القراءات الضرورية المفيدة للطبيب المعالج لمعرفة تقدم الحالة من جهة أخرى.

كما يتم أثناء عملية القسطرة دراسة عمل بعض الأدوية وتأثيرها على وظيفة القلب ومدى استجابة ضغط الشريان الرئوي لها، حيث لا يمكن إعطاء أي أدوية مستقبلا إلا بعد إجراء تلك الدراسات، فبعض الأدوية المستعملة قد يكون لها آثار سلبية شديدة في بعض الحالات إذا أسيء استعمالها. ولا شك في أن عملية القسطرة التشخيصية للقلب وشرايين الرئة، تعد من الدراسات الآمنة بشكل كبير إذا أجريت في أماكن متخصصة بإشراف الطبيب الصاحب الكفاءة والخبرة المطلوبة.

* تحاليل واختبارات

* وفي المرحلة الثانية، تتم دراسة الأسباب المعروفة التي قد تسبب المرض (كما ذكر سابقا). حيث يلزم إجراء التحاليل والأشعات اللازمة للتأكد من عدم وجود أمراض مسببة كأمراض الروماتيزم، البلهارسيا، أمراض الدم، مرض الإيدز، الجلطات الرئوية المزمنة، أو غيرها. وفي حالة عدم وجود أي من تلك الأمراض، فإن المرض يسمى - في هذه الحالة - مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي غير معروف السبب (كان يعرف سابقا بارتفاع ضغط الشريان الرئوي الأولي).

وتهدف المرحلة الثالثة لدراسة مدى تقدم المرض. وتعد هذه المرحلة من المراحل الأساسية لتقييم المريض بعناية، حيث إن استعمال العلاجات الحديثة بأنواعها المختلفة، تعتمد اعتمادا رئيسيا على مرحلة تقدم المرض.

تقييم الحالة وفي هذه الحالة، فإن الطبيب المعالج يعتمد على بعض المعطيات والمعلومات المهمة قبل البدء بصرف أي نوع من أنواع العلاجات. وتلك المعطيات تعتمد بصورة أساسية على التالي:

1 - تلك المعلومات المقدمة من عملية القسطرة الآنفة الذكر، وبالذات الخاصة بعمل وتأثير الأدوية على الشريان الرئوي ووظائف القلب (Vasoreactivity test). فنتيجة تلك الاختبارات تحدد إلى مدى كبير احتياج المريض إلى الأدوية الحديثة المتقدمة (Target therapy)، أم أن حالته يمكن علاجها باستخدام الأدوية التقليدية الموسعة للشرايين الرؤية (Calcium Channel Blockers).

2 - تلك المعلومات المستقاة من أعراض المرض وقدرة المريض على التحرك وبذل الجهد، وتقسم كالتالي بناء على تقسيم منظمة الصحة العالمية:

- المرتبة الأولى: قدرة المريض على القيام بالنشاط الجسدي العادي، الذي لا يؤدي إلى أي زيادة في أعراض المرض (صعوبة التنفس، آلام الصدر، أو فقدان الوعي).

- المرتبة الثانية: تمكن المريض من القيام بالنشاط العادي، لكن هذا النشاط يكون مصاحبا لزيادة خفيفة في الأعراض، وتختفي هذه الأعراض تماما عند الراحة.

- المرتبة الثالثة: خلو المريض من أي أعراض عند الراحة التامة، إلا أن بذل جهد عضلي بسيط، يكون مصاحبا لزيادة واضحة وحادة في أعراض المرض.

- المرتبة الرابعة: وجود أعراض حتى في وضع السكون والراحة التامة. وهؤلاء المرضى يغلب عليهم وجود مؤشرات سريرية لفشل القلب (البطين الأيمن) مثل تورم الأقدام.

3 - تلك المعلومات الناتجة عن دراسة حالة الجهد عند المرضى ومدى تأثير الجهد على وضع القلب والرئة خصوصا، وعلى حالة المريض بشكل عام. وعلى الرغم من وجود بعض الأجهزة المتقدمة لإعطاء معلومات دقيقة في هذا المجال، فإن القيام باختبار جهد بسيط (وهو المسافة التي يمكن للمريض أن يقطعها في 6 دقائق) يكون كافيا لإعطاء صورة جيدة عن حالة الجهد عند المرضى المصابين بهذا المرض.

* العلاج

* بعد القيام بكل ما ذكر آنفا من التشخيص الدقيق للمرض والتأكد من وجود (أو عدم وجود) أي أمراض أو حالات مسببة للمرض، واستخلاص المعلومات اللازمة عن مرحلة تقدم المرض، يقوم الطبيب المعالج بوضع خطة مناسبة للعلاج تقوم على محورين رئيسيين:

المحور الأول: يقوم على التأكيد على أن العلاج يشتمل على القسم المختص بالنصائح العامة، التي تعتمد على التالي:

* إرشاد المريض إلى القيام ببعض التمارين الرياضية المتناسبة مع وضعه الصحي العام، دون إفراط، حيث إن القيام بالتمارين العضلية الخفيفة له أثر هام في تأهيل العضلات، وتجنب ضعفها.

* التأكد من أن نسبة الأكسجين في الدم مقبولة قبل القيام بأي مجهود عضلي، حيث إن المرضى المتقدمين في المرض قد يضطرون إلى استخدام الأكسجين بتركيز مختلف للحفاظ على نسبة آمنة لتشبع الدم بالأكسجين خاصة لدى المجهود، أو عند السفر بالطائرة أو الانتقال إلى أماكن ذات ارتفاعات عالية عن سطح البحر تكون عادة مصاحبة لانخفاض نسبة الأكسجين في الدم.

* الحمل والولادة: تنصح النساء المصابات بهذا المرض بعدم الحمل، فالحمل يصاحبه زيادة في حجم الدم وتغيرات في الضغط، قد لا يستطيع القلب المصاب احتماله. ومن هنا فإن المرضى من النساء ينصحن بأخذ الموانع اللازمة للحمل.

* المحافظة على الغذاء الصحي اللازم، والتأكد من حصول المريض على العناصر الغذائية الأساسية اللازمة مثل الحديد لتجنب حصول نقص في نسبة الحديد (أنيميا)، الذي له أثر سلبي على نقص كمية حمل الأكسجين في الدم وبالتالي تفاقم الوضع بشكل سلبي على صحة المريض.

* العناية النفسية: حيث إن أغلب المرضى من الصغار ومتوسطي العمر، وهذا المرض بتأثيره السلبي على نشاط المريض اليومي وفاعليته الحركية قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب. ومن هنا، فإن التشجيع المتكرر، وتحويل المرضى - عند اللزوم - إلى الطبيب النفسي للعلاج، هو أحد الأمور التي يجب الاهتمام بها عند علاج هذا المرض.

* المحور الثاني: وينقسم إلى فرعين رئيسيين:

* الفرع الأول: ويشمل توفير الأكسجين لبعض المرضى الذين يعانون من حالات متقدمة مصاحبة لانخفاض نسبة تشبع الدم بالأكسجين، وكذلك استخدام مسيلات الدم المانعة لتخثر الدم. ويعد استخدام الأدوية الموسعة للشرايين (Calcium Channel Blockers) مناسبا فقط لعلاج نسبة قليلة فقط من المرضى لا تتعدى 10% من الحالات، الذين ثبت باختبار قسطرة القلب استجابتهم الإيجابية لهذا النوع من العلاج.

* والفرع الثاني: فيشمل استخدام العلاج المباشر والمتصل باستخدام الأدوية الحديثة، ويطلق عليها: الأدوية الهادفة (Target Therapy) التي أثبتت فعاليتها الجيدة في علاج هذا المرض. ويلزم أن يتم علاج المرضى باستخدام الأدوية الحديثة في مراكز صحية متخصصة، وتحت إشراف أطباء متخصصين وأصحاب خبرات عالية في علاج المرض، والتعامل مع ذلك النوع من العلاجات.

* علاجات حديثة

* وتنقسم العلاجات الحديثة إلى 3 فئات رئيسية:

* الفئة الأولى: عقار البروستاسايكلين (Prostacyclin)، ويعطى إما عن طريق الوريد بضخ الدواء بالدم على مدار اليوم بواسطة أجهزة خاصة، أو إعطاء العلاج عن طريق الاستنشاق بجرعات متكررة يوميا. فبينما يستخدم العلاج الوريدي لعلاج الحالات المتقدمة (المرتبة الرابعة من القدرة الحركية حسب تقسيم منظمة الصحة العالمية)، فإن الحالات المتوسطة (المرتبة الثانية والثالثة من القدرة الحركية) يمكن علاجها عن طريق الاستنشاق.

* الفئة الثانية: الأدوية المثبطة للاندوثيلين (Endothelin Receptors Antagonists).

ويناسب هذا النوع من العلاج الحالات المتوسطة من المرض (المرحلة الثانية والثالثة من القدرة الحركية). وبجانب الفاعلية الجيدة للعلاج، فإنه يمتاز بأنه يعطى عن طريق الفم. ويستلزم استخدام هذا النوع من العلاج فحص وظائف الكبد بشكل منتظم للتأكد من عدم تأثير هذا العقار على وظائف الكبد بشكل سلبي.

* الفئة الثالثة: الأدوية المثبطة لإنزيم الفوسفو داي ستريز (Phosphodiesterase - 5 inhibitors)، ومن أشهر أنواع هذه الفئة هو عقار السيلدانيفيل – فياغرا (Sildenafil – Viagra)، ويستخدم لعلاج ضعف الانتصاب عند الرجال، لكنه أيضا أثبت فعالية جيدة جدا في علاج الحالات الخفيفة والمتوسطة من حالات مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.

وتنشط الأبحاث الطبية بشكل متسارع جدا لإيجاد العلاجات الفعالة للتعامل مع هذا المرض، ويتوقع أن يظهر خلال السنوات القليلة المقبلة عدد من العقارات الحديثة، التي أثبتت الاختبارات الأولية لها فعالية قد تفوق الأدوية المتاحة حاليا.

ومن المناسب القول في الوقت الحالي، ومع وجود الأدوية الحديثة الهادفة، بأن مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي قد تحول من مرض قاتل لا يمكن التعامل معه، إلى مرض يمكن التحكم فيه والسيطرة عليه، ويؤمل أن يتم الوصول إلى مرحلة الشفاء في المستقبل المنظور

0 Comments:

مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.. أسبابه وعلاجه

ينجم عن زيادة تصلب جدران الأوعية الدموية



جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
ارتفاع ضغط الشريان الرئوي (Pulmonary Hypertension) هو مرض ناتج عن الضيق المستمر في الأوعية الدموية (الشرايين) الرئوية وانسداد أجزاء كبيرة منها، وينتج عنه ارتفاع في ضغط تلك الشرايين، مما يؤدي إلى زيادة الجهد على البطين الأيمن للقلب ومن ثم فشله في أداء وظيفته.
في الحالات الطبيعية يقوم البطين الأيمن للقلب، بضخ الدم إلى الرئة عبر الشريان الرئوي المتميز بالضغط المنخفض، فالبطين الأيمن للقلب مصمم للعمل بفعالية فقط في تلك الظروف الخاصة. وعلى خلاف البطين الأيسر، فإن البطين الأيمن لا يستطيع العمل بفعالية في مواجهة ارتفاع ضغط الشريان الرئوي مما يؤدي إلى فشله.

وحتى وقت قريب كان يعد هذا المرض من الأمراض القاتلة، ففي الفترة السابقة لتوافر الأدوية الحديثة لعلاج المرض، كان المرضى المصابون به يتوفون في مدة زمنية تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات من بداية تشخيص المرض وظهور أعراضه السريرية.

التاريخ المرضي تحدث إلى «صحتك» الدكتور مجدي محمد إدريس، رئيس المجموعة السعودية لمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي استشاري أمراض الصدر ورئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، مشيرا إلى أن أول اكتشاف لهذا المرض كان بتاريخ 1891 ميلادي، حيث تم تشخيصه في مريض بعد وفاته وتشريحه، وقد تبين أن المريض كان يعاني من تغيرات مرضية وسماكة في جدران الأوعية والشرايين الرئوية، دون وجود أي أمراض أخرى واضحة في القلب أو في الرئة. وبعد ذلك الاكتشاف بنحو 60 عاما (في عام 1951)، تم تشخيص 39 حالة أخرى بنفس المواصفات، وأطلق على المرض للمرة الأولى مرض «ارتفاع ضغط الشريان الرئوي الأولي».

إن نسبة ظهور هذا المرض الخطير بين عامة الناس غير معروفة على وجه الدقة، وقد كانت التقديرات سابقا تقدر تلك النسبة بنحو 1 إلى 2 حالة في المليون، وإن كانت التقديرات اللاحقة قد أعطت نسبا أعلى بكثير من ذلك. ففي الولايات المتحدة الأميركية تشخص نحو 300 حالة جديدة سنويا. وللأسف الشديد، لا توجد إحصاءات دقيقة عن المرض في المملكة العربية السعودية، ولذلك فإن المجموعة السعودية المتخصصة في أمراض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، والجمعية السعودية لأمراض الرئة في طور القيام بدراسة معدل ظهور وانتشار المرض في المملكة.

ومن الملاحظ أن أغلب المصابين بهذا المرض هن من النساء متوسطات العمر (20 إلى 40 عاما)، ولكن المرض يصيب أيضا الرجال والأطفال بأعمار متفاوتة.

سماكة جدران الشرايين

* يشير د. مجدي إدريس، إلى أنه في أغلب الحالات، يكون السبب الرئيسي لحصول المرض غير معروف أو غير ظاهر (ومن هنا سمي المرض ابتداء بارتفاع ضغط الشريان الرئوي الأولي). ويعتقد في مثل هذه الحالات تعرض الرئة وشرايينها إلى صدمة أو تضرر معين (Injury) غير معروفة الأسباب، تؤدي إلى بداية التغيرات في أنسجة جدران الأوعية الدموية وزيادة سماكتها. تلك التغيرات تكون ناتجة عن عمليات غاية في التعقيد تؤدي إلى حصول اضطرابات في عمل خلايا الأوعية الدموية مما ينتج عنه خلل في توازن عمل تلك الخلايا، وبالتالي زيادة في إفراز بعض المواد المؤدية إلى السماكة المضطردة لجدران الأوعية الدموية وزيادة تصلبها.

* أسباب معلومة

* وعلى الرغم من أن سبب الصدمة الأولية يكون عادة مجهولا، فإنه وفي بعض الحالات تكون تلك الأسباب معلومة. ومن تلك الأسباب:

* بعض الأدوية المثبطة للشهية (Aminorex & Fenfluramine) التي سحبت من الأسواق، وينظر باهتمام للأدوية الحديثة الأخرى للتأكد من أنها لن تكون شبيهة بالأدوية السابقة.

* بعض الأمراض الوراثية والاستعداد الجيني (BMPR II).

* بعض أمراض الروماتيزم والمناعة (مثل الذئبة الحمراء).

* بعض الأمراض المعدية، كمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) ومرض البلهارسيا.

* الجلطات الدموية الرئوية وأمراض قصور عضلة القلب اليسرى.

* بعض أمراض الدم.

* بعض أمراض الرئتين وقصور التنفس المزمن.

* أعراض المرض

* يقول د. مجدي إدريس إن أهم أسباب تأخر تشخيص المرض هو عدم وجود أعراض خاصة تثير الاشتباه في المراحل الأولى من المرض. وكذلك فإن ندرة المرض كميا وقلة الخبرات السريرية لكثير من الأطباء، هي أيضا من أسباب تأخر تشخيص كثير من الحالات. ففي المراحل الأولى قد يشتكي المريض من أعراض عامة كالخمول والتعب وآلام الصدر وصعوبة التنفس أثناء الحركة أو بذل المجهود، تزداد مع الوقت، فيعاني المريض في المراحل اللاحقة من صعوبة التنفس في حال القيام بأدنى جهد عضلي أو بدني، حتى أثناء الجلوس. وقد يشتكي المريض من فقدان الوعي المؤقت عند بذل بعض الجهد، وهذا العرض خاصة يمثل إنذارا خطيرا من أن حالة المريض قد أصبحت متقدمة جدا، وأن أداء عضلة القلب قد فشل فعليا نتيجة عملها ضد مستويات مرتفعة جدا من ضغط الشريان الرئوي (كما ذكر سابقا).

ومن الضروري أن يتمكن الأطباء من تشخيص المرض في مرحلة مبكرة، وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المسببة أو المصاحبة لمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، كبعض أمراض الدم وأمراض الروماتيزم والمناعة.

* التشخيص إن تشخيص المرض - بعد الفحص والدراسة الإكلينيكية - يتم على 3 مراحل تسبق العلاج:

* المرحلة الأولى: قياس ضغط الشريان الرئوي.

* المرحلة الثانية: دراسة أسباب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.

* المرحلة الثالثة: دراسة مدى تدهور الحالة وبالتالي اختيار العلاج المناسب.

وفي المرحلة الأولى، تكون الدراسة الأولية لقراءة ضغط الشريان الرئوي عن طريق الأشعة الصوتية للقلب (Echocardiography). فإضافة إلى القراءة الأولية لضغط الشريان الرئوي، فإن تلك الدراسة تعطي انطباعا جيدا عن حالة القلب، ومدى الجهد الواقع على البطين الأيمن بالنظر إلى بعض المؤثرات الأخرى، كسماكة جدار البطين الأيمن، وحجمه ومدى تمدده، وتجمع السوائل حول القلب، وكذلك انحراف الجدار الفاصل بين البطينين. ومن الأهمية بمكان معرفة أن الأشعة الصوتية للقلب - على الرغم من أهميتها - تعطي فقط انطباعا أوليا، ويستلزم - دائما - القيام بدراسة كاملة للقلب وللرئة عن طريق عملية قسطرة للجهة اليمنى - وأحيانا اليسرى - للقلب، حيث يتم في أثناء تلك الدراسة التشخيص النهائي والأكيد للحالة من جهة، والحصول على بعض القراءات الضرورية المفيدة للطبيب المعالج لمعرفة تقدم الحالة من جهة أخرى.

كما يتم أثناء عملية القسطرة دراسة عمل بعض الأدوية وتأثيرها على وظيفة القلب ومدى استجابة ضغط الشريان الرئوي لها، حيث لا يمكن إعطاء أي أدوية مستقبلا إلا بعد إجراء تلك الدراسات، فبعض الأدوية المستعملة قد يكون لها آثار سلبية شديدة في بعض الحالات إذا أسيء استعمالها. ولا شك في أن عملية القسطرة التشخيصية للقلب وشرايين الرئة، تعد من الدراسات الآمنة بشكل كبير إذا أجريت في أماكن متخصصة بإشراف الطبيب الصاحب الكفاءة والخبرة المطلوبة.

* تحاليل واختبارات

* وفي المرحلة الثانية، تتم دراسة الأسباب المعروفة التي قد تسبب المرض (كما ذكر سابقا). حيث يلزم إجراء التحاليل والأشعات اللازمة للتأكد من عدم وجود أمراض مسببة كأمراض الروماتيزم، البلهارسيا، أمراض الدم، مرض الإيدز، الجلطات الرئوية المزمنة، أو غيرها. وفي حالة عدم وجود أي من تلك الأمراض، فإن المرض يسمى - في هذه الحالة - مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي غير معروف السبب (كان يعرف سابقا بارتفاع ضغط الشريان الرئوي الأولي).

وتهدف المرحلة الثالثة لدراسة مدى تقدم المرض. وتعد هذه المرحلة من المراحل الأساسية لتقييم المريض بعناية، حيث إن استعمال العلاجات الحديثة بأنواعها المختلفة، تعتمد اعتمادا رئيسيا على مرحلة تقدم المرض.

تقييم الحالة وفي هذه الحالة، فإن الطبيب المعالج يعتمد على بعض المعطيات والمعلومات المهمة قبل البدء بصرف أي نوع من أنواع العلاجات. وتلك المعطيات تعتمد بصورة أساسية على التالي:

1 - تلك المعلومات المقدمة من عملية القسطرة الآنفة الذكر، وبالذات الخاصة بعمل وتأثير الأدوية على الشريان الرئوي ووظائف القلب (Vasoreactivity test). فنتيجة تلك الاختبارات تحدد إلى مدى كبير احتياج المريض إلى الأدوية الحديثة المتقدمة (Target therapy)، أم أن حالته يمكن علاجها باستخدام الأدوية التقليدية الموسعة للشرايين الرؤية (Calcium Channel Blockers).

2 - تلك المعلومات المستقاة من أعراض المرض وقدرة المريض على التحرك وبذل الجهد، وتقسم كالتالي بناء على تقسيم منظمة الصحة العالمية:

- المرتبة الأولى: قدرة المريض على القيام بالنشاط الجسدي العادي، الذي لا يؤدي إلى أي زيادة في أعراض المرض (صعوبة التنفس، آلام الصدر، أو فقدان الوعي).

- المرتبة الثانية: تمكن المريض من القيام بالنشاط العادي، لكن هذا النشاط يكون مصاحبا لزيادة خفيفة في الأعراض، وتختفي هذه الأعراض تماما عند الراحة.

- المرتبة الثالثة: خلو المريض من أي أعراض عند الراحة التامة، إلا أن بذل جهد عضلي بسيط، يكون مصاحبا لزيادة واضحة وحادة في أعراض المرض.

- المرتبة الرابعة: وجود أعراض حتى في وضع السكون والراحة التامة. وهؤلاء المرضى يغلب عليهم وجود مؤشرات سريرية لفشل القلب (البطين الأيمن) مثل تورم الأقدام.

3 - تلك المعلومات الناتجة عن دراسة حالة الجهد عند المرضى ومدى تأثير الجهد على وضع القلب والرئة خصوصا، وعلى حالة المريض بشكل عام. وعلى الرغم من وجود بعض الأجهزة المتقدمة لإعطاء معلومات دقيقة في هذا المجال، فإن القيام باختبار جهد بسيط (وهو المسافة التي يمكن للمريض أن يقطعها في 6 دقائق) يكون كافيا لإعطاء صورة جيدة عن حالة الجهد عند المرضى المصابين بهذا المرض.

* العلاج

* بعد القيام بكل ما ذكر آنفا من التشخيص الدقيق للمرض والتأكد من وجود (أو عدم وجود) أي أمراض أو حالات مسببة للمرض، واستخلاص المعلومات اللازمة عن مرحلة تقدم المرض، يقوم الطبيب المعالج بوضع خطة مناسبة للعلاج تقوم على محورين رئيسيين:

المحور الأول: يقوم على التأكيد على أن العلاج يشتمل على القسم المختص بالنصائح العامة، التي تعتمد على التالي:

* إرشاد المريض إلى القيام ببعض التمارين الرياضية المتناسبة مع وضعه الصحي العام، دون إفراط، حيث إن القيام بالتمارين العضلية الخفيفة له أثر هام في تأهيل العضلات، وتجنب ضعفها.

* التأكد من أن نسبة الأكسجين في الدم مقبولة قبل القيام بأي مجهود عضلي، حيث إن المرضى المتقدمين في المرض قد يضطرون إلى استخدام الأكسجين بتركيز مختلف للحفاظ على نسبة آمنة لتشبع الدم بالأكسجين خاصة لدى المجهود، أو عند السفر بالطائرة أو الانتقال إلى أماكن ذات ارتفاعات عالية عن سطح البحر تكون عادة مصاحبة لانخفاض نسبة الأكسجين في الدم.

* الحمل والولادة: تنصح النساء المصابات بهذا المرض بعدم الحمل، فالحمل يصاحبه زيادة في حجم الدم وتغيرات في الضغط، قد لا يستطيع القلب المصاب احتماله. ومن هنا فإن المرضى من النساء ينصحن بأخذ الموانع اللازمة للحمل.

* المحافظة على الغذاء الصحي اللازم، والتأكد من حصول المريض على العناصر الغذائية الأساسية اللازمة مثل الحديد لتجنب حصول نقص في نسبة الحديد (أنيميا)، الذي له أثر سلبي على نقص كمية حمل الأكسجين في الدم وبالتالي تفاقم الوضع بشكل سلبي على صحة المريض.

* العناية النفسية: حيث إن أغلب المرضى من الصغار ومتوسطي العمر، وهذا المرض بتأثيره السلبي على نشاط المريض اليومي وفاعليته الحركية قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب. ومن هنا، فإن التشجيع المتكرر، وتحويل المرضى - عند اللزوم - إلى الطبيب النفسي للعلاج، هو أحد الأمور التي يجب الاهتمام بها عند علاج هذا المرض.

* المحور الثاني: وينقسم إلى فرعين رئيسيين:

* الفرع الأول: ويشمل توفير الأكسجين لبعض المرضى الذين يعانون من حالات متقدمة مصاحبة لانخفاض نسبة تشبع الدم بالأكسجين، وكذلك استخدام مسيلات الدم المانعة لتخثر الدم. ويعد استخدام الأدوية الموسعة للشرايين (Calcium Channel Blockers) مناسبا فقط لعلاج نسبة قليلة فقط من المرضى لا تتعدى 10% من الحالات، الذين ثبت باختبار قسطرة القلب استجابتهم الإيجابية لهذا النوع من العلاج.

* والفرع الثاني: فيشمل استخدام العلاج المباشر والمتصل باستخدام الأدوية الحديثة، ويطلق عليها: الأدوية الهادفة (Target Therapy) التي أثبتت فعاليتها الجيدة في علاج هذا المرض. ويلزم أن يتم علاج المرضى باستخدام الأدوية الحديثة في مراكز صحية متخصصة، وتحت إشراف أطباء متخصصين وأصحاب خبرات عالية في علاج المرض، والتعامل مع ذلك النوع من العلاجات.

* علاجات حديثة

* وتنقسم العلاجات الحديثة إلى 3 فئات رئيسية:

* الفئة الأولى: عقار البروستاسايكلين (Prostacyclin)، ويعطى إما عن طريق الوريد بضخ الدواء بالدم على مدار اليوم بواسطة أجهزة خاصة، أو إعطاء العلاج عن طريق الاستنشاق بجرعات متكررة يوميا. فبينما يستخدم العلاج الوريدي لعلاج الحالات المتقدمة (المرتبة الرابعة من القدرة الحركية حسب تقسيم منظمة الصحة العالمية)، فإن الحالات المتوسطة (المرتبة الثانية والثالثة من القدرة الحركية) يمكن علاجها عن طريق الاستنشاق.

* الفئة الثانية: الأدوية المثبطة للاندوثيلين (Endothelin Receptors Antagonists).

ويناسب هذا النوع من العلاج الحالات المتوسطة من المرض (المرحلة الثانية والثالثة من القدرة الحركية). وبجانب الفاعلية الجيدة للعلاج، فإنه يمتاز بأنه يعطى عن طريق الفم. ويستلزم استخدام هذا النوع من العلاج فحص وظائف الكبد بشكل منتظم للتأكد من عدم تأثير هذا العقار على وظائف الكبد بشكل سلبي.

* الفئة الثالثة: الأدوية المثبطة لإنزيم الفوسفو داي ستريز (Phosphodiesterase - 5 inhibitors)، ومن أشهر أنواع هذه الفئة هو عقار السيلدانيفيل – فياغرا (Sildenafil – Viagra)، ويستخدم لعلاج ضعف الانتصاب عند الرجال، لكنه أيضا أثبت فعالية جيدة جدا في علاج الحالات الخفيفة والمتوسطة من حالات مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.

وتنشط الأبحاث الطبية بشكل متسارع جدا لإيجاد العلاجات الفعالة للتعامل مع هذا المرض، ويتوقع أن يظهر خلال السنوات القليلة المقبلة عدد من العقارات الحديثة، التي أثبتت الاختبارات الأولية لها فعالية قد تفوق الأدوية المتاحة حاليا.

ومن المناسب القول في الوقت الحالي، ومع وجود الأدوية الحديثة الهادفة، بأن مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي قد تحول من مرض قاتل لا يمكن التعامل معه، إلى مرض يمكن التحكم فيه والسيطرة عليه، ويؤمل أن يتم الوصول إلى مرحلة الشفاء في المستقبل المنظور

0 Comments:

الاثنين، 8 مايو 2017

القطران



القطران 


محتويات ١ القطران ٢ فوائد القطران ٢.١ القطران للبشرة ٢.٢ القطران للشعر القطران القطران أو ما يسمّى بالقار هو عبارة عن خليط عالي اللزوجة أسمر اللون مكوّن من مجموعة من السوائل، يتمّ الحصول عليه من عمليّة تكرير النفط الجزئي، فهو السائل المتبقّي في قاع برج التقطير، ويعتبر من أثقل المواد الموجودة في النفط، وأعلاها حرارة، حيث يدخل في رصف الطرقات، وللحفاظ على أحافير النباتات والحيوانات، كما يحتوي القطران على العديد من المواد والمعادن كالكبريت، والنحاس، والنيكل، والرصاص، والزئبق، والكروم وغيرها العديد من العناصر، ويتمّ استخراج زيت القطران منه ليدخل في العديد من العلاجات التجميليّة للبشرة والشعر. فوائد القطران القطران للبشرة يعمل القطران على التخفيف من سرعة نموّ الجلد، خاصّة الجلد المصاب بالمرض، ممّا يعمل على استعادة الجلد المصاب طبيعته بسرعة. يتمّ صنع صابون القطران من القطران، ليستعمل في علاج مشاكل البشرة من: حب الشباب، والجفاف، وإزالة الرؤوس السوداء وغيرها من المشاكل المتعلّقة بالبشرة. هناك بعض الآراء التي تتحدث على أنّ القطران يسبّب بعض الآثار الجانبيّة للجلد، منها تهيّج وإحمرار في المنطقة التي وضع عليها، لذلك ينصح بتجربته على منظقة صغيرة من الجلد، كما أنّه يجعل البشرة حساسة فقد تتعرّض للحروق نتيجة لتعرّضها إلى أشعة الشمس بعد استخدام القطران، وعلى المدى البعيد قد يسبّب حساسية وطفح جلدي في البشرة، كما يجب الانتباه لعدم ملامسة القطران الجلد االمصاب بعدوى بكتيرية وجروح. القطران للشعر يتمّ استخدام زيت القطران في علاج العديد من مشاكل الشعر المختلفة كالتساقط، والقشرة، والشعر الخفيف، وعلاج قمل الرأس، والدمامل، والإكزيما، والثعلبة، ويمكن استعماله ليدخل في الخلطات التالية للتخلص من مشاكل الشعر: اخلطي ملعقة طعام من زيت الخروع، وزيت القطران ثمّ ضعي الخليط عل النار حتّى يفتر، ثمّ ادهني فروة رأسك بعد ذلك واتركيه لمدّة ساعتين قبل غسله، حيث تساعد هذه الخلطة على التخلّص من الأضرار التي تصيب فروة الرأس. اخلطي ملعقتين من زيت الزيتون، مع ملعقة واحدة من زيت القطران، ثمّ ادهني الخليط على فروة رأسك واتركيه لمدّة ساعة، ثمّ اغسلي شعرك بالماء الفاتر والصابون، حيث يساعد هذا الخليط على التخلّص من قشرة الرأس، وتنعيم الشعر، وزيادة كثافته. ضعي كميّة مناسبة من حبوب حبة البركة السوداء المطحونة في وعاء، ثمّ أضيفي ملعقة من زيت الزيتون، وزيت القطران إليها وضعيها على فروة رأسك لمدة ساعتين كاملتين، حيث يقوم هذا الخليط على تغذية الشعر، وتقوية بصيلاته، كما ويسرع من نموّه، ويعطيه الحيوية

0 Comments:

جميع الحقوق محفوظة لــ الامراض النسائية
تعريب وتطوير ( ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates